جراحات الغدد
هو تخصص فرعي من الجراحة يختص بـ غدد معينة في جسم الإنسان وهي الغدة الدرقية وجارات الدرقية والكظرية وغيرهم الكثير، حيث يحتوي جسم الإنسان على عدد كبير من الغدد ذات الأنواع والأماكن المختلفة، ولكن تشترك كافتها في إنتاجها للكثير من المواد النافعة التي تنتقل في الجسم عبر قنوات خاصة، والآن نختص بالحديث عن اثنان من أهم أنواع الغدد الموجودة في جسم الإنسان وهما الغدة الدرقية والجار درقية وكيفية علاجهما جراحياً.
الغدة الدرقية
١-علاج اورام الغدة الدرقية واستئصالها
تقع الغدة الدرقية في الجهة الأمامية من الرقبة، وتشبه في شكلها الفراشة، وتلعب الكثير من الأدوار الهامة لجسم الإنسان، مثل التحكم في ضغط الدم، والحفاظ على درجة حرارة الجسم، والوزن، حيث تعمل الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية على تنظيم عملية الهضم، و ضبط نبضات القلب وعمل العضلات والحفاظ على صحة العظام ومعدل تطور المخ.
تصاب الغدة الدرقية في بعض الأحيان بالكثير من المشاكل منها الإصابة بأورام حميدة أو خبيثة أو الإصابة بمرض فرط نشاط الغدة الدرقية ومع فشل العلاجات الدوائية الأخرى؛ يكون هناك حاجة ماسة للتدخل الجراحي لاستئصال الغدة الدرقية.
لكن قبل الجراحة سيطلب الطبيب من المريض إجراء العديد من الفحوصات مثل اختبار وظائف الغدة الدرقية، والفحص الدموي الشامل والتصوير بالأشعة فوق الصوتية، وفي حالة الإصابة بالأورام سيطلب أخذ خزعة لتحليلها. الفحوصات التي يطلبها الطبيب تختلف تبعاً لحالة المريض كما ينصح الطبيب بالتوقف عن بعض الأدوية والصوم 8 ساعات قبل الجراحة.
تستغرق جراحة استئصال الغدة الدرقية حوالي ساعتين، ويتم إجراؤها عبر الخطوات الآتية:
- إخضاع المريض للتخدير الكلي.
- يتم تعقيم منطقة الرقبة والصدر.
- ثم يقوم الجراح بعمل شق جراحي في الجزء الأمامي السفلي من العنق.
- يقوم بعد ذلك بإزالة الغدة الدرقية مع الأوعية الدموية التي تزودها بالدم.
استئصال الغدة الدرقية بالكامل يتم مع حالات الإصابة بالأورام أما حالات فرط نشاط الغدة الدرقية؛ يتم معه التخلص من جزء منها، ثم يغلق الجراح الشق الجراحي، ثم يوضع عادة أنبوب نازح؛ للتخلص من السوائل الزائدة، ويتم التخلص منه بعد عدة أيام من الجراحة.
يحتاج المريض بعد جراحة استئصال الغدة الدرقية إلى علاج مكمل يحتوي على هرمون الغدة الدرقية، وقد يحتاج أيضاً إلى تلقي علاج كيميائي مكمل؛ في حالات الإصابة بالسرطان، والطبيب هو المنوط به تحديد ذلك؛ بناءً على مدى انتشار الورم.
الغده الجار درقية
٢-علاج واستئصال أورام غدة الجار درقية
الغدة الجار درقية هي إحدى أنواع الغدد الصماء في الجسم وتقع في منطقة الرقبة بجوار الغدة الدرقية، وهي عبارة عن 4 غدد صغيرة جداً بيضاوية الشكل، وتكمن أهميتها في تنظيمها لمستويات بعض المعادن في الدم، مثل الكالسيوم والفسفور والمغنيسيوم وبالتالي تلعب دوراً بارزاً في بناء ونمو العظام بشكل سليم، ويتم ذلك عبر إفراز هرمون الباراثورمون الذي من أهم وظائفه الحفاظ على مستويات الكالسيوم الطبيعية في الدم؛ عبر تحفيز 3 آليات أساسية، كل واحدة تعمل على عضو معين كالآتي:
- الأمعاء: عبر تحويل فيتامين د الغير فعال إلى الشكل الفعال المسمى الكالسيتريول الذي يساعد في امتصاص عنصر الكالسيوم من الطعام، وإرساله لمجرى الدم.
- الكليتين: حيث يمنع الهرمون من طرح الكالسيوم في البول، ويعيده إلى مجرى الدم.
- العظام: يقوم بسحب الكالسيوم والفوسفور المخزنين في العظام وإرسال تلك العناصر للدم؛ في حال انخفاض مستوياتهم في الدم.
متى يتم اللجوء إلى جراحة استئصال الغدة الجار درقية؟
هناك حالات تتحول فيها الغدد الجار درقية إلى أورام حميدة أو خبيثة وهو الأمر الذي يحدث اضطراباً في إفراز الهرمون الجار درقي و ينتج عنه مضاعفات في مستويات الكالسيوم في الدم، أو حدوث تضخم في واحدة من الغدد الجار درقية، فيكون الحل الأمثل هو استئصالها.
هناك العديد من الطرق لإجراء جراحة استئصال الغدة الجار درقية سيناقشها الطبيب مع الحالة وتتضمن الآتي:
- الاستئصال طفيف التوغل ويتم من خلاله منح المريض جرعة صغيرة من مواد مشعة لتتبع الغدة المستهدفة، ثم عمل شق جراحي صغير في الرقبة لا يتعدى 5 سم؛ لإزالة الغدة، وتتم تلك العملية خلال ساعة واحدة.
- استئصال الغدة باستخدام كاميرا، يقوم الطبيب بعمل شقين في الرقبة، أحدهما لأدوات الاستئصال والآخر لإدخال الكاميرا التي يستخدمها الطبيب في معرفة الغدة المستهدفة عبر الفيديو الحي.
استئصال الغدة باستخدام المنظار، تلك الطريقة مشابهة لحد كبير مع طريقة استخدام الكاميرا، ويقوم الطبيب بعمل عدة شقوق صغيرة في مقدمة الرقبة وشق واحد فوق الجزء العلوي من الترقوة.